الغائب*
نص تجريبي
هل
للأسماء - مثلما للأرقام - قيمة مكانية؟ دعونا نجرب.
………... ثم جاء آخرون من بينهم حابل ونابل وحواء وآدم والفارابي والبيروني
وليش فاليسا أو ليخ فاليسا وعبدالناصر وخافيير سولانا وبينوشيه وأرسطو وميسي ومادونا
وأم كلثوم وفيروز والنقشبندي وياسر العظمة وماكدونالد وميتران وأحلام مستغانمي وطارق
التائب وبرلسكوني والجنجاويد وأبو بكر الصديق وابن خرداذبة وتشي
جيفارا والبيهقي ونانسي عجرم والبدون وسعاد يونس وإبراهيم أبو العرب واليهود وإبراهيم
إدريس وفاطمة الزهراء الشيعية!! وتهاني دربي وديكارت وشهريار وابن رشد وكأس
العالم وعمر المختار ورونالدو وعلي مسعود ميكائيل والسين صاد والصاد شين وأبو حامد
الغزالي وعبد العزيز ونيس وأيمن نور وبوكو
حرام وعادل إمام وعادل بو جلدين وأهم رموز الواقعية والدادائية والسريالية وجيش
الرب وبيليه وماركوني وبينيتو موسوليني والسادات وعبدالجليل وجاليليو وعبد الهادي
شاهين وتولستوي وطالوت وجالوت ومارلبورو وغاندي والصابئة وعز الدين زيدان وهوميروس
مؤلف الإلياذة والأوديسة ومخرج باب الحارة وسيد القمني ومؤلف كتاب العقد الفريد وعز
الدين أيبك وعبوبه وطاغور ويوسف زيدان ودول عدم الانحياز والفاو والفاتح ورئيس
منظمة الأوبك وفاسلاف هافل والمخترع بيرو والممرضات البلغاريات المتهمات في قضية
أطفال الأيدز وأديسون وصدام حسين ونوري السعيد وناتالي ساروت وتونس مفتاح وسالمين
الزروق وأول من زار القطب الجنوبي وبابلو بيكاسو وعمر بن الخطاب وعز الدين المهدي وألفريد
نوبل وجائزة نوبل وآخر خلفاء بني أمية وأول خلفاء بني العباس وعباس مدني وفيكتور
هيغو وهيغو شافيز ومؤلفو ألف ليلة وليلة والخميني وجوليوس نيريري ونيل أرمنسترونغ
أول من هبط على القمر وشهرزاد وهالة سرحان وميلان كونديرا ومحمد إقبال وبوشكين وابن
جني : مؤلف كتاب الخصائص وابن العلقمي ويونس صاحب الحوت ويونس بياع الحوت ويوري
جاجارين أول من دار في الفضاء حول الأرض ويوسف القويري و الخياط رقم 160 الذي شارك
خياطة كسوة الكعبة والأولمبياد ومكسويل ومكسيم غوركي واينشتاين ورئيس دولة جزر
القمر وأحمد الفيتوري وهابيل وقابيل ونوال السعداوي وفرويد وحسني البرزاني والسلطان
عبدالحميد وداود الحوتي والدلاي لاما وحيوان اللاما وأول من تسلق جبال الهملايا وياقوت
الحموي : مؤلف كتاب معجم البلدان وموزارت وكرزاي وكزانتزاكي وماركيز وبيتهوفن ورحاب
شنيب والمجدوب وطه حسين وعبدالسلام الحر وإدريس التركاوي وإدريس الصول وعلي فضيل وبو
الدردية ولينين وبو جلاوي وهيلين توماس وحسن نصرالله وعلي بو حرارة وعبدالوهاب
قرينقو وأحمد ناصر قرين وفاليري جسكار دستان وعبدالرحمن بن ملجم وديك الجن وعباس
محمود العقاد ومصطفى العقاد وعبدالله غيث ومنصور
سرقيوة ويوسف السباعي ويوسف الشريف وتشرشل والصادق النيهوم وسالم العوكلي وخزعل
الماجدي وجورج واشنطن والمرزا غلام احمد القادياني النبي المركب (المسيح +المهدي) الذي لم
يترك لأحد بعده ما يمكن أن يدعيه و الذي يخطط هو وفرقته التي تسمي نفسها بالأحمدية
لاحتكار الغائبين الأشهرين ومنصور بو شناف ورامز النويصري والناجي الحربي و لبنى
أحمد حسين السودانية المتورطة بارتداء السروال وتوفيق الحكيم وعلي الفلاح وعبدالسلام
العجيلي الليبي وعبد السلام العجيلي السوري وجلجامش وأحمد يوسف عقيلة وفيدل وكاسترو
وباسط بوبكر وجمعة عبدالعليم وجمعة الفاخري وجميلة بو حيرد والشارف الغرياني وعبدالرحمن
عزام ورفاعة الطهطاوي ومحمد عبده وفاسكو دجاما والطيب الصالح وإبراهيم الكوني وأبو
تريكة وهيرودوت والصائغ الذي وزن الذهب و الفضة المضافين لكسوة الكعبة ومحمد
عبدالوهاب المصري ومحمد عبدالوهاب السعودي والحوثي ومثلث برمودا وأمريكو
فيزبوتشي وحسن رحيم خرساني ورسول عدنان والصليب المعقوف وأمير ويلز والمتنبي ورومل
وتزفيتان تودوروف وكريستوف كولومبس والملك إدريس وغاريبالدي ومحمد الصادق وصلاح
الشيخي وصالح الأبيض وفريدي قراي وأفلاطون والصديق بو دوارة وحمد واحميدة وسعد
الحمري وروسو وماكيافيللي وكارل ماركس وحسين حبري وهيغل ودون كيشوت سرفانتس ونزار
الهنيد وحسن بو سيف وحيص بيص والبهائية : صاحبة المقامات والمشاهد المقدسة
في فلسطين وفتحي الشويهدي وسمير الشويهدي ورمضان بو عجيلة وفهيم الحصادي
وأبو تمام ومهيار الديلمي ومؤسس حركة الماسونية ومؤسس أندية الروتاري والشيخ
الألباني وأحمد بللو والكواكبي وأبوبكر بن أبي داود السجستاني : صاحب
كتاب المصاحف وناقة صالح وجمل بن عمك وحمارك العرج ومحمد الأصفر وواك :
(دبليو أي سي) والأكويني ومونتسكيو وتراكي وابن بطوطة ومحمد حسنين هيكل ومعاوية وهتلر
وأم بسيسي وطيور السنونو والزنابير والزهور وسها والسهاد والشفق ولفيف من الحقائق
المرة والأكاذيب اللذيذة وضاحي خلفان وحماس والملا عمر وأبو مازن وشكسبير ونوح وهنري
الثامن وثلاث أمان لا تقدر على السير والجاحظ وأيمن زيدان وزكريا بطرس وامراجع
المنصوري وعبد الحميد بطاو وشرح البال عبد الهادي ونورا إبراهيم وارويعي موسى والجينوم
ونيلسون مانديلا وانطوني كوين وموقع مكتوب الإماراتي ويوسف شاكير وشركة ياهو و
............
........ وباراك أسامة!!! وأوباما بن
لادن!!! والذين لا يمكن تسميتهم = اللي ما يسموش : اسمهم بالعامية الليبية يعتبر
بذيئا بينما مرادفه بالعربية مقبول!!! ولوط وذو النون وهو ربما ليس صاحب الحوت
الذي سبق ذكره لأن الأسماء هنا أهم من المسميات وجين بيدل أو صلاح الدين أحمد
بوكاسا ومريم أو فوزية ومفتاح أو فرج ميلود
و........
............ ويوسف صاحب الآبار التي يحوم حولها
الضائعون والفوضى الخلاقة واطنيش صاحب المصباح الفريد في قرية الظلام ودقارم
المرأة التي تعاني فراغا قاتلا فتشيع كل عابر سبيل وزيغوت الذي تأكد له
خراب بيته و إن لم يتأكد من السبب وبريسم واطنين الميئوس من توبته واللي ما يسموش مرة
أخرى ومنظمة فيمن وويكيليكس والسباطشة والسباترة وتل خوتام اليد أولا ثم خوتام اليد نفسه (خوتام اليد =
من يضع خواتم كثيرة في أصابعه) و قد ذكر قديما في شتاوة تقال للحجالة في الكشك :
ادودش يا خوتام اليد
علي زولك مو غايب حد
وعين العرب وداعش والأوديسا وفجر الأوديسا
الأمريكي والحصان الألماني المجنح أو الحصان المجنح الألماني وإدوارد سنودن وتوظيف الجنس القذر وتسييس
الأعضاء التناسلية في ما عرف بالربيع العربي وبرنار هنري ليفي ودب كمبوت وخراب
كمبوت والقوة السحرية التي تسمى بالمربوط الليبي المسئول عن الكوارث خارج ليبيا
(ما
وراء
البحار) وهو سفير دب كمبوت المطور ووحوي وفتاته إيّاحة والطيرة : المرأة التي
تحولت لطائر يسبب أمراضا للمواليد ؛ قصتها قصة انتقام لا يسمح المقام بشرحها واللي
ما يسموش مرة أخرى وحسونة طاطاناكي وامطلل وادبيبة وناظم الطياري و حمزة التهامي والتونسيات
المتطوعات في جهاد النكاح ويأجوج ومأجوج و .........
........ وكل
المنتظرين المشاهير : المهدي المنتظر بنسخه المنقحة العديدة وتموز وآرثر : المنقذ
الأسطوري الذي ينتظره الإنجليز ومايكل جاكسون والقذافي ومنصور الكيخيا وموسى الصدر وجودو صموئيل بيكيت و
ابن صياد أو صائد والدجال بنسخه المنقحة العديدة : إني لأرى العالم يعج بمختلف أنواع
الدجاجلة .. وحتى المسيح بسيناريوهاته الدينية المختلفة .. ولماذا نظن بأنه لم يأت بعد وقد بلغ
العالم مستوى مغريا من الخراب يفوق شروطه و تمنياتنا؟ إذا كان يهتم بأمر الشرق و أمر تخومه!!!
........... والفتنة الكبرى وقميص عثمان
وعثمان و............ و .. و .. حتى (أنا) قد جاء .. ومازلت
انتظره (ليس منقذا بالضرورة) .. ومن سألتهم لم يعطوني إجابة شافية .. قليل
منهم طمأنني بأنه رأى الغائب والعذر معا .. والجميع يقول بأن الغائب لكي يظل غائبا
جديرا باسمه لا ينبغي له أن يعود لأن في عودته موته وموت فكرة الانتظار أيضا.
حجة مقنعة ولكن ربما في الأخذ بها قتل
للغائب ولفكرة الانتظار أيضا .. لأن الغائب
الذي لا يأتي أبدا وجوده والعدم سواء بسواء و إذن .....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نشرت المسودة
العربية الأولى من هذا النص التجريبي أول مرة في 20 نوفمبر 2009 ونشرت ترجمتها الإنجليزية بعد ذلك بفترة وجيزة على
مدونتي (مازلت نا) والتي تم إلغاؤها مع غيرها من المدونات على موقع مكتوب بعد
شرائه من قبل شركة ياهو!!!.
.............................................................................................................................................................
.............................................................................................................................................................
هذا النص تجريبي بعدة وجوه أو معان :
ـ تجريبي من حيث اختبار أثر المونتاج
والتجاور بين الأسماء.
ــ تجريبي من حيث اكتشاف استقلال
الاسم أحيانا عن المسمى : أليس من غير المعقول أن يرفض الاسم أو يقبل حسب اللغة؟
ــ تجريبي من حيث اختبار أثر الخلط
بين الأسماء : باراك أسامة و أوباما بن لادن
ــ تجريبي من حيث اختبار الأثر الذي
يوحي به ازدواج الأسماء : مثل ما يوحي به (بالنسبة لليبيين) صلاح الدين أحمد
بوكاسا (الاسم الإسلامي) لجين بيدل بوكاسا واستدعاء حادثة إسلامه و كما يقال ختانه
و التوظيف السياسي و الديني للأعضاء التناسلية!
ــ تجريبي من حيث معرفة الفارق في
القراءة و التفاعل بين قراء العربية وقراء الإنجليزية .. فحين خضت التجربة أول مرة
منذ ست سنوات (أي في 2009) على مدونتي الملغاة لم أتلق أي تفاعل من القراء على
النسخة العربية بينما انهالت التعليقات باللغة الإنجليزية و بلغات أخرى ربما
الروسية و اليونانية على النسخة الإنجليزية.
ــ مقاربة هذا التداخل بين المعرفي والوجودي
.. فكل غائب مشهور ورد اسمه لا ندري على وجه اليقين أكان حضوره معرفيا أم وجوديا
(مثلا : جودو صموئيل بيكيت) .. حتى موت الغائب مربك كذلك .. تجدر الإشارة إلى أن (الغائب)
في العامية الليبية يقصد به أحيانا (الميت) خاصة من ذوي القربى .. وفي الأدبيات
الإسلامية ما يقارب هذا حيث تعني صلاة الغائب صلاة الجنازة في غياب الجثة .. فهذا
الغياب أهو معرفي أم وجودي؟ .. هذا الضرب من الغياب شائع الآن في ليبيا بسبب هذه
الحرب الأهلية.
ــ مقاربة هذا التناقض في موقف
المؤمن بالمنقذ الغائب في أديان عديدة : فالغائب غالبا لا يأتي إلا ببلوغ العالم
خرابه الأقصى وإذا أتى لا يمكث طويلا حتى تكون نهاية العالم .. والتناقض يكمن في
هذا الصراع النفسي بين رغبة المؤمن في شهود حضور الغائب وكرهه للخراب الذي يعد
شرطا لقدومه.
ــ مقاربة هذا التوظيف للنبوءات
الخاصة بالغياب في الصراعات السياسية .. فصانع النبوة يطلقها بدون تحديد الزمن
الذي سوف تتحقق فيه .. ذلك يعني حالة من الانتظار المفتوح ما يعني أن كل النبوءات
صادقة بالضرورة. و النبوءة في بعض الأحيان تعمل كحافز يدفع المؤمن بها للعمل على
تحقيقها .. إن فيها إيحاء أو توجيها للأجيال القادمة للقيام بعمل ما.
ــ فرصة لمناقشة فكرة الانتظار التي
نجدها في كثير من الأديان و عند كثير من الأمم.
ــ التفكير حول كما يقال البعد
السحري للأسماء و مشاكل الإملاء في اللغتين العربية و الإنجليزية على الأقل.
ــ و فرصة لمداعبة أصدقائي ومشاكستهم
حينما أضع أسمائهم عشوائيا في الغالب مع أسماء مشاهير لكل اسم منها وقعه وإيحاؤه
.. لا أدري لأي المجموعتين سوف أقول : آسف .. لمن لم أذكرهم أم لمن ذكرتهم.
ــ و قد تبدو في المستقبل مآرب أخرى
.. و بالرغم من أن نشر هذا النص به بعض المخاطر إذ قد يؤدي لخروج هذه الصفحة عن
السيطرة ومع ذلك أنشره.
أصبت مقارنة جادة ما بين المعرفى والوجودى - وادودش يا خوتام اليد -
ردحذف